فـي بادرة تلتقي مع شبيهاتها من قبل مؤسسات وشركات وطنية، أطلقت شركة تقارب للاتصالات مشروعا لدعم 16 فناناً اردنياً من خلال اعتماد اغنيات لهم كرنات للهواتف النقالة.
وعلى هامش المبادرة التي وقعت من اجلها عقوداً مع الفنانين الذين وقع الاختيار عليهم، اقامت الشركة مساء أول من أمس في فندق الميريديان حفلاً تكريمياً حضره مدير عام "تقارب للاتصالات" رعد زوايدة ونائب المدير العام رئيس قسم المبيعات والتسويق سائد قعوار ومعظم الفنانين المشتركين.
ووقع الاتفاقية الفنانون: د. ايمن تيسير، ديانا كرزون، وائل الشرقاوي، رانيا الكردي، ياسر فهمي، سعد ابو تايه، غادة العباسي، زين عوض، توفيق الدلو، حسين السلمان، موسى السطري، ماجد زريقات، ليندا حجازي، رامي الخالد، نادر مطيع ويوسف كيوان.
وتنص الاتفاقية، والتي تشكل حلقة من توجهات آخذة بالازدياد من قبل المؤسسات والشركة الخاصة على إطلاق خدمات عديدة للفنانين المعنيين، ومتابعة أعمالهم وتعريف مشتركي شبكة فاست لينك بهم، خصوصا من خلال خدمتي "سمعني" و"الويب" وغيرها.
ويعكس المشروع التفات المؤسسات والشركات الخاصة للحراك الفني والثقافي المحلي وتقديم الدعم اليه، ويعبر عن ادراك تلك الشركات لدورها المهم والاساسي في عملية التنمية الفنية والثقافية، وفي تبني الابداع وتشجيع التميز والنبوغ.
ودارت في حفل التوقيع نقاشات موسعة بين ممثلي وسائل الاعلام واصحاب المبادرة والفنانين الموقعين على الاتفاقية، حول واقع الاغنية الاردنية، والى اين وصلت وفرص انتشار اللهجة المحلية مقابل لهجات كرست حضورها على الساحة الفنية العربية كالمصرية واللبنانية وحتى الخليجية.
ورأى د. ايمن تيسير في سياق الحوار حول هذا الموضوع أن اللهجة الاردنية ليست صعبة، وحض زملاءه الفنانين على زيادة الاهتمام بها وتقديم اعمالهم عبرها.
وأكد تيسير صاحب مبادرة منتدى الموسيقى الأردني أن اللهجة "لم تكن عائقا أبدا" مشيرا الى ان عوامل إنجاح اغنية ما تتلخص أساسا بقوة الأداء وجمالية اللحن وحسن التوزيع الموسيقي وتميز صوت المغني وتعامله بذكاء واحساس مع كلمات الاغنية التي يقدمها. ويندرج تحت ذلك أيضا قدرته على توظيف هذه الكلمات في لحن الاغنية، ونجاحه في المواءمة بين هذين العنصرين الاساسيين.
وفي تعزيز لما أورده تيسير، ذكر الفنان يوسف كيوان الذي كان احد ثلاثة وصلوا لنهائيات البرنامج التنافسي(العندليب من يكون؟) أن الموضوع ليس موضوع لهجة، مستشهداً في النجاح الذي حققته اغنية مثل "المامبو السوداني" ووصل كيوان إلى أن العامل الحاسم في موضوع اللهجة هو قدرة المنتجين التسويقية ونجاحهم في تحقيق انتشار اعلامي معقول لها، كما يحدث في كثير من الاغنيات التي يتعود عليها الجمهور ويبدأون بترديدها بسبب تواصل بثها على مدار الساعة في عدد من الفضائيات المتخصصة بالموسيقى والغناء.
ودافع الفنان سعد ابو تايه عن اللهجة المحلية مستشهدا بما حققه الفنان عمر العبداللات من نجاحات محلية وعربية منقطعة النظير.
أبو تايه رأى ان الاغنية الاردنية تحتاج لمن يقدمها ويسوقها بإحساس عال بمعانيها وايمان بخصوصيتها، عبر صوت قوي يستشعر فيه المتلقي عمق البادية ومجمل التنوع البيئي الذي تنعم به الاردن.
وأورد الفنان في سياق تأكيده لنظريته قصة نجاح الفنان حسين السلمان في الشقيقة سورية، وكيف رأى بأم عينه هناك مدى انتشار أغاني الفنان الممثل للهجة المحلية في صعيدها الشمالي ( منطقة الرمثا وإربد).
ولفت الفنان ياسر فهمي إلى أن تنوع اللهجات المحلية يثبت عدم وجود مشكلة متعلقة باللهجة المحلية في الغناء، فلا لهجة واحدة من الاساس، حتى ندعي وجود مشكلة حولها. وكانت الفنانة ديانا كرزون أثارت موضوع اللهجة عندما اشارت بصراحة إلى أنها تعاملت مع الواقع العربي المتعلق بشروط المنتج الفني وقدمت معظم اغانيها في شريطها بلهجات عربية واغنية واحدة فقط باللهجة المحلية أصرت عليها.
ودعا المدير العام لشركة تقارب رعد الزوايدة في سياق مشاركته بالحوار حول موضوع اللهجة الذي أخذ حيزا كبيرا من فقرات حفل التوقيع، الى تحقيق تقدم تدريجي على هذا الصعيد. وأكد زوايدة على ضرورة اسهام الشركات والمؤسسات الخاصة في تسويق الفنان الاردني ودعمه ماديا ومعنويا ما يجعل موضوع اللهجة غير ذي قيمة في حالة الانتاج القوي والتسويق المدروس.
وتأسست شركة تقارب في شهر ايار(مايو) من العام 2004 حاملة بشكل اساسي توجهات خدمية تتعلق بالاتصالات النقالة، وتشكل بطبيعتها ونوعية خدماتها رافدا حيويا لشركة فاست لينك. وهي متخصصة في محتوى المواد المتناقلة خلويا بين مشتركي فاست لينك.
وإلى ذلك تعد هذه وسيطا خدميا بين الاعلام وشركات الاتصال، وحققت نجاحات في فروعها في مختلف جهات الارض، خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية، حيث اسهمت في تأمين مشاركة العرب هناك في التصويت على برنامج "سوبر ستار" الذي تقدمه فضائية المستقبل اللبنانية.